الجمعة 2024/11/01 الساعة 02:50 AM

الانتقالي يهرول نحو الاحتلال الإسرائيلي... أداة لمشاريع الاستعمار

الاربعاء, 13 ديسمبر, 2023 - 05:18 مساءً
الانتقالي يهرول نحو الاحتلال الإسرائيلي... أداة لمشاريع الاستعمار
المهرة خبور -  المهرية نت

 


في ظل الأحداث الدامية، والمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 70 يوما، وسط عجز عربي وصمت دولي غير مسبوق، يجد عيدروس الزبيدي الشاويش القادم من محافظة الضالع، الحالم بعودة التشطير، نفسه أمام ما يراه فرصة تاريخية لتحقيق هدفه، حتى وإن كان عن طريق التعاون مع الكيان "الصهيوني"، في الوقت الذي يقوم بإبادة جماعية لشعب الفلسطيني.

 

ويتخطى الشاوش المدعوم إماراتيا، حاجز الخجل من أتباعه، ومن غضب اليمنيين جراء العدوان الوحشي في غزة، وذهب بعيدا في هذا الموقف، آملا أن يكون أداة لدولة الاحتلال الإسرائيلي لضرب جماعة الحوثيين، الذين أعلنوا عن مساندة الشعب الفلسطيني عبر تنفيذ هجمات على سفن إسرائيلية في البحر الأحمر.

 

الأسوأ أن المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) أختار الوقت الذي يتداعى فيه اليمنيون لنصرة غزة بشكل غير مسبوق، ولكن يبدو أن التطبيع مع "إسرائيل" لم يعد أمرا مخجلا لدى الانتقالي حتى في أشد التوترات التي تشهدها المنطقة، ليقدم تعاونه ل "إسرائيل" لضرب الحوثيين، مقابل مساعدته في إعلان دولة جنوب اليمن.

 

تودد ل "إسرائيل"

 

على وقع الاستهداف الحوثي لسفن إسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وجد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات العربية، فرصة ربما لا تعوض، حتى لو على حساب شلال الدم في غزة، فبادر سريعا بإعلانه الاستعداد للتنسيق والتعاون مع "إسرائيل" ضد هجمات الحوثيين ، مقابل مساعدة المجلس في الانفصال عن اليمن والاعتراف بهم كدولة مستقلة.

 

فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، قوله: إذا اعترفت إسرائيل بحق تقرير مصير جنوب اليمن، فسيجدون حليفا ميدانيا ضد التهديد الحوثية.

 

وكان الزبيدي قد صرح بالموقف ذاته قبل نحو عامين، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم"، ووصف التطبيع مع الكيان الصهيوني بأنه خطوة مهمة للسلام في المنطقة.

 

ووفقا للصحفي الإسرائيلي في الهيئة، روعي كايس، فإن عيدروس الزبيدي، قال خلال أحد اجتماعاته، إن القوات في جنوب اليمن تستعد للقيام بدور مركزي في تأمين طريق الشحن في البحر الأحمر مع الشركاء الإقليميين الدوليين.

 

هذه الأنباء جاءت في وقت كان عيدروس الزبيدي قد اجتمع مؤخرا بمسؤولين محليين بينهم قيادات عسكرية ومع مسؤولين إماراتيين وأمريكيين لبحث التعامل مع تصعيد الحوثيين.

 

تسويق رخيص

 

ما تم تسريبه من استعداد الانتقالي التعاون مع الكيان الإسرائيلي، لم يكن صادما بالنسبة لليمنيين، لأن الانتقالي يعد إحدى أدوات الإمارات في اليمن وينفذ ما تريده، وهذي التسريبات بأمر من أبو ظبي.

 

حيث كان المجلس الانتقالي الجنوبي الممول من أبو ظبي، من أوائل المرحبين، عندما إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 13 أغسطس 2020، توصل "إسرائيل" والإمارات إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بينهما.

 

وقال المجلس: "إن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل يعد قرارا شجاعا من قائد حكيم"، في إشارة إلى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ".

 

ويشير الباحث السياسي اليمني، خالد عبد الرحمن، في تصريح لموقع" المهرية "إلى أن:" الانتقالي يسوق نفسه لدى "إسرائيل" من خلال نقاط قوة تتمثل في "سيطرته على العاصمة المؤقتة عدن وجزيرة سقطرى، بدعم الإمارات المطبعة مع الاحتلال، ووجوده في جزيرة ميون عبر قوات عسكرية جنوبية موالية له، تخدم في المعسكرات التي تنشئانها الإمارات في الجزيرة".

 

ويتابع قائلا: "إسرائيل لا تريد الآن فتح خيارات المواجهة الواسعة، لكن ربما تستغل المليشيا الموالية للإمارات في تنفيذ مهام لها بضرب خصمها الحوثي، ويكون الضامن لما تقوم به الإمارات، المهم أن يخدم مصالحها وينفذ أجندتها".

 

وأضاف: "عيدروس يطمح إلى الحصول على مساعدة إسرائيل في تحقيق حلم الانفصال ويعتقد أن مثل هذا التسويق، قد يساعد في دفع صانع القرار في واشنطن والعواصم الغربية إلى دعم مشروعه بالانفصال".

 

دعم مجاني

 

موقف عيدروس الزبيدي من دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي يدعمها بينما يشاهد العالم جريمتها في إبادة سكان مدينة غزة، يدفع إلى التساؤل عن الجدوى السياسية من هذا الموقف، الذي يدعم إسرائيل مجانا، على أمل الحصول على دعم ثمنه دماء الأبرياء، ومدى رخص الثوابت والقيم لدى المليشيا الانفصالية، التي تريد تحقيق غاياتها، حتى لو كان الثمن دماء وخرابا.

 

يقول الناشط السياسي، مطهر السعدي في تصريح لموقع "المهرية": "إن الانتقالي يحاول إيجاد الطرق المختصرة، حتى لو كان الثمن القفز على الكثير من القيم والمبادئ".

 

وأضاف: "الانتقالي، مؤخرا، تراجعت شعبيته، والآن يبحث عن طرف يسنده من الخارج، وعليه أن يفهم بأن الدول المطبعة مع إسرائيل هي الدول الفاقدة للثقة في جماهيرها وشعوبها، لذلك تبحث عن الأمان عند المحتل، وليس عند شعوبها".

 

وتابع: "الانتقالي يبحث عن سند خارجي، وأن يكون له اهتمام سياسي في المنطقة، حتى لو كان خادما لإسرائيل، وهذا جزء من الغباء؛ لأن دولة الإمارات الممولة للانتقالي تتفرج على" إسرائيل "اليوم، وهي خائفة ترتعد، والانتقالي ويعترف بإسرائيل، ولا زال مليشيا، مقابل أن تجد له دولة".

 

وأردف السعدي: "كل المعطيات السابقة تؤكد أن المجلس الانتقالي جدير بخدمة" إسرائيل "، بسبب ما يمتلكه من عتاد عسكري قدمته له الإمارات من أجل الانقلاب على الحكومة اليمنية، وهو على استعداد للقيام بأي شيء مقابل تحقيق هدفه بالانفصال".

 

الانتقالي أداة لمشاريع الاستعمار

 

تستخدم أمريكا و "إسرائيل" الجماعات المسلحة والفصائل المستعدة لتنفيذ أهدافها؛ لتقليص التكلفة البشرية في قتال أي طرف ترغب في القضاء عليه، وهو ما قد يجدانه في "الانتقالي" الذي تموله حليفتهما الإمارات، لتحقيق هدف وقف هجمات الحوثي في البحر الأحمر.

 

ومطلع الشهر الجاري، كشفت وسائل إعلام روسية عن مساع للإمارات والولايات المتحدة لتسليح الفصائل المدعومة من أبو ظبي في اليمن، مثل طارق صالح، والمجلس الانتقالي، لمواجهة عمليات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية.

 

والتسريبات التي صدرت من وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا، ربما تؤكد الإشارات التي بعث بها "الانتقالي" سابقا، ففي 26 نوفمبر الماضي، حيث صرح: أن الحوثيين "قد يواجهون إجراءات انتقامية"، معربا عن قلقه من "السلوك الإرهابي للحوثيين الذي أصبح يشكل تهديدا للأمن والسلم في المنطقة".

 

وفي بيان أكد المجلس الانتقالي استعداده الدائم "للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الإرهابي الحوثي، وذلك من خلال رفع جاهزية قواته البحرية، والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين.

 

ويرى الانتقالي الآن أنه قاب قوسين أو أدنى من حلم راوده كثيرا، في أن يلج باب الانفصال عبر الدعم الأمريكي والإسرائيلي والإماراتي، مقابل خدماته في المنطقة لصالح" إسرائيل ".


اقراء ايضاً